هل يمكن أن يؤدي خل التفاح إلى إنقاص الوزن؟

قبل أن تبدأ بتناول خل التفاح إليك مايجب عليك معرفته :

على الرغم من إدراك معظم الناس أن الحميات الغذائية غير التقليدية من غير المرجح أن تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل دائم، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال مليئة بالحلول السريعة. ويتصدر خل التفاح القائمة.

في حين أن الكثير من الناس يقسمون على تناوله لإنقاص الوزن، إلا أن البيانات حول هذا الموضوع متباينة. أحدثها دراسة صغيرة أجريت في لبنان، حيث راقبت 120 شخصًا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، حيث تم توزيعهم عشوائيًا على دواء وهمي، أو خمسة، أو 10، أو 15 مل من خل التفاح على مدار 12 أسبوعًا. شهدت المجموعة التي تلقت أعلى جرعة من خل التفاح انخفاضًا في وزن الجسم، حتى أن بعضهم فقد ما يصل إلى 15 رطلاً.

 تعرف على الخبراء الذين سنعتمد عليهم للإجابة على هذا التساؤل لمعرفة هل يمكن أن يؤدي خل التفاح إلى إنقاص الوزن؟

 جيسيكا كوردينج، أخصائية تغذية مسجلة، مؤلفة كتاب The Little Book of Game-Changers، وفانيسا ريسيتو، حاصلة على ماجستير العلوم، أخصائية تغذية مسجلة، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Culina Health، وإيرين بالينسكي-ويد، أخصائية تغذية مسجلة، وأخصائية تغذية معتمدة، وأخصائية تغذية مرخصة، وكارول جونستون، حاصلة على دكتوراه، أستاذة مشاركة في جامعة ولاية أريزونا، وأيمي جودسون، حاصلة على ماجستير العلوم، أخصائية تغذية مسجلة، وأخصائية تغذية معتمدة، وأخصائية تغذية مرخصة، وهي أخصائية تغذية في دالاس، تكساس؛ ومير علي، المدير الطبي لمركز MemorialCare Surgical Weight Loss Center في مركز Orange Coast الطبي في فاونتن فالي، كاليفورنيا.

ولكن القيام بشيء بسيط مثل إضافة خل التفاح إلى نظامك الغذائي يبدو سهلاً للغاية. هل تدعم دراسات أخرى هذه النتائج؟ إليك ما يريد أخصائيو التغذية وأطباء إنقاص الوزن أن تعرفه عن استخدام خل التفاح لإنقاص الوزن، بالإضافة إلى كيفية عمله برمته.

ما هو خل التفاح؟

خل التفاح (المعروف أيضًا باسم ACV) هو سائل مُخمّر مصنوع من عصير التفاح، كما تقول جيسيكا كوردينج، أخصائية التغذية المسجلة، ومؤلفة كتاب "الكتاب الصغير لمُغيّري قواعد اللعبة". ولصنعه، تُخمّر سكر التفاح، مما يُنتج حمض الأسيتيك - المكون الرئيسي في الخل.

 كيف يعمل خل التفاح على إنقاص الوزن؟

دعونا نوضح شيئًا واحدًا في البداية: الطريقة الوحيدة السليمة علميًا والمثبتة لإنقاص الوزن هي تناول سعرات حرارية أقل مما تحرقه (أو الدخول في عجز في السعرات الحرارية) وممارسة الرياضة بانتظام لحرق أي سعرات إضافية. أما بالنسبة لكيفية مساعدة خل التفاح في ذلك، فإن الأدلة قليلة.

وجدت إحدى الدراسات في مجلة الأطعمة الوظيفية، والتي تابعت 39 بالغًا، أن المشاركين الذين تناولوا ملعقة كبيرة من خل التفاح في الغداء والعشاء، مع تقليل 250 سعرًا حراريًا يوميًا، فقدوا 8.8 رطل في 12 أسبوعًا. من ناحية أخرى، فإن أولئك الذين قللوا نفس عدد السعرات الحرارية ولكن لم يستهلكوا خل التفاح فقدوا 5 أرطال فقط.

في دراسة أخرى في مجلة العلوم الحيوية والتكنولوجيا الحيوية والكيمياء الحيوية، تم تعيين 144 بالغًا يعانون من السمنة بشكل عشوائي لشرب إما دواء وهمي أو ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من خل التفاح يوميًا لمدة 12 أسبوعًا. في نهاية الدراسة، فقد أولئك الذين شربوا ملعقتين كبيرتين ما يقرب من 4 أرطال، بينما فقد أولئك الذين شربوا ملعقة كبيرة واحدة 2.5 رطل. (أولئك الذين شربوا الدواء الوهمي اكتسبوا في الواقع القليل من الوزن). ومع ذلك، فإن هذه النتائج وحدها لا تثبت أن خل التفاح هو مذيب سحري للدهون. تقول إيرين بالينسكي-ويد، أخصائية التغذية المعتمدة، أخصائية التغذية المعتمدة، أخصائية التغذية المرخصة: "أُجريت هذه الدراسات على مجموعات سكانية صغيرة جدًا". "لكن النتائج المتسقة تشير إلى أن خل التفاح قد يكون أداة مفيدة في تقليل وزن الجسم".

هل لخل التفاح فوائد صحية أخرى؟

يقول جريجوري كورتيس، طبيب متخصص في إنقاص الوزن ومدير الرعاية السريرية في مركز "نونويل": "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد الفوائد الصحية لخل التفاح، ولكن هناك أكبر قدر من الأدلة حول إمكاناته في التحكم في نسبة السكر في الدم". وقد أظهرت الدراسات أن شرب الخل قد يحسن وظيفة الأنسولين ويخفض نسبة السكر في الدم عند تناوله بعد الوجبات. وجدت مراجعة أجريت عام ٢٠٢١ أيضًا أن تناول خل التفاح قد يُفيد مستوى السكر في الدم لدى البالغين، لكنها نفت ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تطبيقاته الصحية بشكل كامل.

في نهاية المطاف، جميع الأبحاث حول خل التفاح وفقدان الوزن هي من دراسات صغيرة - ومن الصعب حقًا استخلاص استنتاجات منها، كما تقول كوردينج. وتضيف: "ليس لدينا أي بيانات قاطعة حول هذا الأمر".

ولكن قد يساعد بطرق أخرى.

قد يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول

يوضح الدكتور كورتيس أن أي شعور بالشبع ناتج عن خل التفاح يكون عادةً بسبب تأخر إفراغ المعدة، والذي يحدث عندما يتباطأ الهضم، مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول. ويوضح أن الغثيان، وهو أحد الأعراض شبه الشائعة لشرب خل التفاح، قد يسبب أيضًا بعض النفور من الطعام، ولكنه لن يسبب بالضرورة الشعور بالشبع.

قد يحسن الشعور بالشبع

من الممكن أيضًا أن يجعلك خل التفاح ترغب في تناول كميات أقل من الطعام بشكل مباشر - وهذا ما يسميه الخبراء تحسين الشعور بالشبع.  وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها الدكتورة كارول جونستون في مجلة أكاديمية التغذية وعلم التغذية أن المشاركين الذين شربوا السائل المخمر قبل تناول الوجبة استهلكوا ما يصل إلى 275 سعرة حرارية أقل طوال بقية اليوم. ولكن مرة أخرى، فإن الأسباب وراء ذلك غامضة.

قد يحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم

وعلاوة على ذلك، يبدو أن خل التفاح له خصائص يمكن أن تدعم جهودك في إنقاص الوزن. على سبيل المثال، تشير دراسة أجريت عام 2013 من مجلة الأطعمة الوظيفية إلى أن شرب خل التفاح قبل تناول الطعام يرتبط بارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل أقل. تُظهر دراسة أخرى أجريت عام 2010 من مجلة حوليات التغذية والتمثيل الغذائي أن تناول ملعقتين صغيرتين من خل التفاح أثناء تناول الطعام يمكن أن يساعد في تقليل نوبات السكر والحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.  إن سبب حدوث ذلك ليس واضحًا تمامًا، لكن باحثي التغذية مثل جونستون، الذي درس خل التفاح في جامعة ولاية أريزونا لسنوات، يشتبهون في أن المركبات الموجودة في الخل تتداخل مع امتصاص بعض النشويات.

هذا مهم لأن ارتفاع وانخفاض نسبة السكر في الدم يميل إلى التسبب في الرغبة الشديدة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية. "لذا، إذا كان خل التفاح يمكن أن يساعد في التحكم في نسبة السكر في الدم، فقد يساعد ذلك في إدارة الرغبة الشديدة والتحكم في الحصص، مما قد يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أقل"، كما توضح إيمي جودسون، الحاصلة على ماجستير العلوم، وأخصائية التغذية المعتمدة، وأخصائية التغذية المعتمدة.

يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية

وعلاوة على ذلك، تشير دراسة أجريت عام 2014 في مجلة علوم الأغذية إلى أن الخل، مثل خل التفاح، يمكن أن يساعد في تقليل آثار مرض السكري والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بسبب نشاطه المضاد للأكسدة. يحتوي خل التفاح على مستويات عالية من مادة البوليفينول التي تسمى حمض الكلوروجينيك، والتي يمكن أن تساعد في تحسين صحة القلب عن طريق تثبيط أكسدة الكوليسترول السيئ LDL.

كيفية استخدام خل التفاح لإنقاص الوزن

استخدم الناس خل التفاح لإنقاص الوزن بطرق مختلفة، ولا يبدو أن أيًا منها أفضل من الآخر.

 عادةً ما تُشير الأبحاث إلى أن الناس يشربون هذه المادة بملعقة كبيرة، ولكن هذا قد يكون صعبًا على جهازك الهضمي، خاصةً إذا كنت عرضة لارتجاع الحمض.

ومع ذلك، إذا لم يكن الارتجاع مشكلة من قبل، يمكنك محاولة خلط ملعقة كبيرة أو اثنتين في كوب من الماء وشربه قبل تناول وجبة الطعام، كما يقول الدكتور مير علي، المدير الطبي لمركز ميموريال كير الجراحي لإنقاص الوزن في مركز أورانج كوست الطبي في فاونتن فالي، كاليفورنيا. (إذا لم تُخفف الخل، فأنت تُخاطر بتهيج فمك والمريء). يقول الدكتور علي: "الفكرة هي أنه ربما يمكن أن يجعلك تشعر بجوع أقل وشبع أسرع".

لكن ليس عليك اتباع هذا النهج، خاصةً إذا كان يُسبب لك إزعاجًا في جهازك الهضمي. بدلًا من ذلك، يقترح كوردينج خلط خل التفاح مع زيت الزيتون واستخدامه كصلصة على السلطة، أو حتى رشّ خل التفاح على الخضراوات كما هو.

ما هي الكمية المناسبة لشربه إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك؟

لا توجد كمية متفق عليها عالميًا. مع ذلك، تشير الأبحاث التي تناولت خل التفاح لإنقاص الوزن عادةً إلى أن الناس يتناولون ملعقة أو ملعقتين كبيرتين يوميًا، مخلوطين بالماء.

إذا لم يسبق لك تناول هذا، يقول الدكتور علي إنه من الجيد البدء بكميات صغيرة لمعرفة شعورك قبل زيادة الجرعة تدريجيًا. يمكنك أيضًا توزيع الجرعات على مدار اليوم بدلًا من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة. مرة أخرى، يبدو أن شربه قبل الوجبات هو أفضل طريقة.

هل يساعد خل التفاح على فقدان دهون الجسم؟

 يقول الدكتور كورتيس إنه لا يوجد دليل حديث قاطع كافٍ للقول بأن خل التفاح هو حل لدهون الجسم أو فقدان الوزن. ويضيف الدكتور كورتيس: "بشكل عام، خل التفاح ليس حلاً سحريًا لفقدان الوزن بناءً على الأدلة المتوفرة". ومع ذلك، إذا كنت تستخدم خل التفاح ليحل محل صلصات السلطة والتتبيلات الغنية بالسعرات الحرارية التي تستخدمها كثيرًا، فقد يساعدك على إنقاص الوزن عن طريق تقليل السعرات الحرارية، كما يشير كوردينج.

هل يجب عليك تجربة خل التفاح لإنقاص الوزن؟

في النهاية، الأمر متروك لك. إذا كنت ترغب في تجربة خل التفاح، فالتزم بملعقة كبيرة لا تزيد عن مرتين يوميًا، وخففه دائمًا في 237 مل من الماء، كما توصي بالينسكي-ويد، مما قد يزيد من فرص تعزيز الشبع لديك والمساعدة في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.

إذا كنت لا تستطيع تحمّل فكرة شرب الخل، ففكّر في إضافته إلى وجباتك بدلاً من ذلك. جرب رش خل التفاح وزيت الزيتون على السلطة أو الخضار المطهوة على البخار، كما تقول بالينسكي-ويد. أو أضف ملعقة كبيرة من خل التفاح إلى عصير.

لتعظيم الفوائد الصحية، اختر خل التفاح الخام وغير المصفى. تقول بالينسكي-ويد: "تحتوي الأنواع غير المفلترة على بروتينات وإنزيمات وبكتيريا صحية من بادئ الخل أو الأم". جرّب خل التفاح العضوي غير المصفى من Bragg أو خل التفاح العضوي غير المصفى من Spectrum.

 لكن الدكتور علي يؤكد أن شرب خل التفاح من غير المرجح أن يُحدث فرقًا كبيرًا في وزنك الإجمالي. يقول: "يعتقد الناس أن خل التفاح معجزة لإنقاص الوزن، لكنه لا يعمل بهذه الطريقة. قد يكون أداة مفيدة أخرى، ولكن عليك حقًا تعديل عاداتك الغذائية لرؤية نتائج ملموسة".

هل لخل التفاح آثار جانبية؟

كما ذكرنا سابقًا، قد يُسبب غثيانًا أو اضطرابًا في المعدة. وكما هو الحال مع جميع أنواع الخل، فإن الحموضة العالية لخل التفاح قد تُهيّج الحلق وتُزيل مينا الأسنان، كما يقول جونستون. بالإضافة إلى ذلك، يُضيف ريسيتو: "قد تُزعجك الحموضة إذا كنت تُعاني من ارتجاع المريء". مع ذلك، من الأفضل الالتزام بالتوصية المذكورة أعلاه بعدم تناول أكثر من ملعقة كبيرة مرتين يوميًا، مُخففة في 237 مل من الماء. تُحذر بالينسكي-ويد قائلةً: "لا ينبغي أبدًا تناول خل التفاح مباشرةً".

وإذا كنت تُعاني بالفعل من شلل المعدة (شلل المعدة)، فتوخَّ الحذر. فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنه قد يُساعد في تأخير عملية إفراغ المعدة لدى مرضى السكري من النوع الأول.

ويُضيف كوردينج: "بالتأكيد، تناوله ببطء". "لا أنصحك بتناول جرعة أو أي شيء من هذا القبيل - فهذا سيؤذي المريء حقًا".

 وفي نهاية المطاف، يقول كوردينج: "عندما يخبرني شخص ما أنه يريد تناول خل التفاح في صورة سائلة أو في صورة مكمل غذائي لإنقاص الوزن، عادة ما أحاول توجيهه في اتجاه آخر".